تشكيليون يعرضون تجاربهم الحياتية في «معالجات 4»

سعيدة البدر:

افتتح أمس بجاليري المرخية في مقره الكائن بكتارا معرض «معالجات4» الذي يضم أعمال 4 فنانين وهم: حسان مناصرة، العنود أحمد البوعينين، أحمد نوح، ريم البحراني، ويعكس المعرض في نسخته الحالية رؤية الفنانين لقضايا الواقع والانفتاح على عمقهم الإنساني، وينقسم المعرض لأربعة أقسام، يضم كل واحد منها مجموعة من الأعمال ذات طابع فني مرئي مُختلف تمامًا عن الآخر.

رحلة الهُوية

في البداية تقول الفنانة ريم البحراني في تصريحات لـ الراية: إنها تشارك في أول معارضها ب 11 لوحة تتناول موضوع المنازل، رسمتها بأسلوب الفن التجريدي إلى جانب مُجسم ثلاثي الأبعاد من الخشب والمعدن على شكل عدة منازل مُتلاصقة. مُشيرة إلى أنه غالبًا ما يتم ربط هُوية البشر بوطنهم الأم، لكن قياس الشخص على هُوية مفككة هو أمر مُعقد إلى حد ما، لأنه يتم وضعه في إطار الانتماء أو عدم الانتماء، وذلك بسبب هجرته للبلد الأم والتنقل بين الدول ومن منزل لآخر واكتساب تجارب حياة مختلفة متشبعة بالتنوّع الثقافي. مضيفة: نظرًا لكوني أعيش عمق هذه القضية بهجرة والديّ من العراق بسبب الاضطهادات، فانعكس كل ذلك في الطابع العام لأعمالي الفنية وفي اختياري لرسم المنازل وتجسيدها، تأكيدًا مني على مدى مقاومة الموقع الجغرافي الثابت الذي يأتي مع موضوع الهُوية.

ولادة جديدة

بينما يشارك الفنان أحمد نوح بـ 4 أعمال «مكس ميديا» من مجموعته الفنية كليلة ودمنة، حيث حرص نوح على عرض هذه الأعمال تزامنًا مع اختيار الدوحة عاصمة للثقافة الإسلامية، في إطار مُشاركته في الدعوة إلى القراءة والمعرفة. وحول تفاصيل أعماله المُشاركة، يقول ل الراية: استخدمت «الكولاج» بكل ما فيه من سحر وفتنة، حيث أصبحت تجربتي فيه أكثر عمقًا وعطاءً، وتدعوني إلى مواصلة السير في عمق الفن، حيث أجد المتعة الخالصة، ويضيف: إن كل فرصة عرض متاحة، وكل عمل فني جديد يعد بمثابة ولادة جديدة لفني.

ضوء وأزهار

من جانبها تقوم الفنانة العنود أحمد البوعينين في أعمالها الفنية المُستوحاة من الخامة، واللون، والشفافية، والضوء، ومن خلال الرسم، والتصوير الرقمي، والفيديو والأعمال التركيبية بتحويل وتفكيك وتركيب الأشياء والبحث عن طرق لإعادة استخدامها ودمجها في أعمالها الفنية. وعن مشاركتها في المعرض تقول: لفت انتباهي زيادة التلوث البلاستيكي في بعض المناطق البرية والبحرية، ومعظمها يحتوي على عبوات وأكياس بلاستيكية صُنعت من مواد ضارة بالبيئة. ما دفعني للبحث في هذه الخامات، وألوانها، وشفافيتها، وعملت على إظهار الضوء المُنعكس على هذه الخامات في أعمالي المشاركة. مضيفة: ركزت في أعمالي على تكوين الأزهار المصنوعة من العبوات المُستخدمة لأنها من وجهة نظري تمثل غرس الإنسان لمواد ضارة بالطبيعة. وتشارك العنود ب 4 لوحات بالألوان المائية على خامة الورق إلى جانب 8 صور رقمية، وفيديو، وعمل تركيبي.

توجوه ومشاعر

من جهة أخرى، يشارك الفنان الأردني حسان مناصرة في المعرض بأكثر من 30 عملًا، منها 17 عملًا لم تُعرض من قبل، يرتكز أغلبها على فن البورتريه التجريدي في مشهد سيريالي، ويعكس لنا من خلال أعماله العمق الإنساني ومدى تأثر الفرد بما حوله من أحداث وظواهر وذكريات، وجميعها تبرز على وجه الإنسان، ويتمسك الفنان في هذا الخط الفني كونه الأقرب إلى نفسه ويجد في وجه الإنسان جميع دلالات الحياة، وأكثر جزء يُمثل المشاعر في جسم الإنسان، وهو مصدر إلهامه الدائم. الجدير بالذكر أن معرض «معالجات 4» يستمر بالعرض حتى تاريخ 21 مايو المُقبل، من الساعة 9 صباحًا حتى ال 7 مساءً.

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى