نبضات .. رسالة سامية

صديقنا العزيز إبراهيم دهام، نموذج رائع، فهو شاب قليل الكلام، يستمع أكثر مما يتحدث، ويجد في الصمت غايته، لكن في بعض الأحيان يُلقي ببعض القنابل من أجل الإثارة وتحريك المياه الراكدة في المجلس، سألني في حضور الملا، بوعلي، ما رأيك في بعض المُمثلين الذين يؤدّون أدوار النساء في المسرحيات والأفلام والدراما التلفزيونية، قلت من حقك أخي بوحمد أن تطرح عليهم هذا السؤال؟ ومن ثم أنا بدوري أطرح عليك هنا تساؤلي، هل شاهدت الدراما التلفزيونية الكويتية التي تركت علامة في تاريخ الدراما، وهل شاهدت المُمثل القدير عبدالعزيز النمش «أم عليوي» وكيف كانت بارعة، هل بمقدور إحدى المُمثلات أداء الدور ذاته بنفس الإجادة في تاريخ الدراما؟ مُعظم الفنانين قدموا مثل هذا الدور، إسماعيل ياسين، وعبدالمنعم إبراهيم، عادل إمام، سعيد صالح، حسن البلام، عبدالناصر درويش، ومن ينسى النجم غانم السليطي في رائعته «عنتر وعبلة» وكيف استطاع أن يُعرّي بعض الوقائع في المُجتمع عن طريق استحضار النموذج الغربي، تلك الصحيفة الأجنبية، إذًا هنا لعبة والمُتلقي على وعي بهذا.
هنا انفجر الملا مع الأسف وصرخ، هذا لا يجوز، هذا حرام، الرجل رجل والمرأة مرأة، خلق الله الرجل لأداء دوره في المُجتمع، وخلق المرأة لأداء دورها المُجتمعي، الأمومة، ورسالة الأم التربية، نعم تنشئة الأجيال، وهذا ما يقوله هذا الإنسان بعيد عن الأخلاق والحكمة، فلا العقل ولا المنطق ولا الدين ولا الأعراف تقبله.
في هدوء سأل الأخ إبراهيم دهام علي محمد، هل شاهدت مُسلسل درب الزلق، فأجاب: نعم، هل شاهدت أم عليوي، رد: نعم، هل أعجبتك؟ رد بعفويته، وايد، تحرّك الملا يمنة ويسرة، ثم أردف قائلًا: إيش دراه، هذا طفل صغير.
قلت الفن رسالة سامية، وله المعاني الخالدة، أنت هل شاهدت أعمال كل من الفنان عبدالرحمن المناعي، غانم السليطي، حمد الرميحي، ناصر عبدالرضا، ماذا شاهدت، هل سمعت ألحان عبدالعزيز ناصر، مطر علي، فهد الكبيسي، هل شاهدت لوحات سلمان المالك، يوسف أحمد، علي حسن الجابر، هل قرأت قصائد محمد علي المزروعي، هل تأملت مواضيع عبدالعزيز الخاطر، أو مُحاضرات علي خليفة الكواري، أنت تنظر إلى الحياة بمنظار أحادي، رجاء انظر إلى الحياة بمنظار آخر، أما صديقنا إبراهيم فكعادته، يتجاذب أطراف الحديث مع الآخرين.

** المصدر: جريدة”الراية” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى