تعليم بنكهة الثقافة الوطنية

مريم ياسين الحمادي

التعليم والثقافة العلاقة المستدامة، والمتكاملة، التي تتجدد في كل مناسبة للتعليم وكل مناسبة للثقافة، وكيف لا يكون ذلك، والتعليم من يحدد شخصية الإنسان وكينونته، ويطلق قدراته، ولا يمكنه ذلك بدون ثقافة ومعرفة يستند عليها.
عندما تطلق إبداعك وأفكارك، فأنت تستخدم التعليم والثقافة معاً، وبهما ترتقي المجتمعات وتزدهر، نعم بالفكر نزدهر ونعمر.
وبالتزامن مع الاحتفاء باليوم الدولي للتعليم، نحتفي بأجيال من المفكرين والمبدعين الذين تم بناء شخصياتهم من خلال محتوى تعليمي ثري، يقدم قسطا من الثقافة والمعارف في المواد المختلفة للتعليم، لتكون مساراته وطرقه، وتحدد معتقداته وقيمه، لذا فمن الطبيعي أن يكون المجتمع شريكاً رئيسياً في عملية التعليم، ومنبعا لقيمه وأفكاره.
وتنمو العلاقة التبادلية بين التعليم والثقافة بعمق، لدعم بيئة ثقافية، في كل مكان في الحياة ولا تقتصر على جدران المدارس، فتكون جزءا من حياتهم.
البداية كانت في أجيالنا، بالرغم من بساطة التعليم في مدارسنا ذلك الوقت، إلا أن زيارة متحف قطر الوطني (القديم) كجزء من المقرر، سنوياً، يجذبنا في كل مرة كأنها المرة الأولى التي نذهب إليه (ونعود من الرحلة مسرورين !)، هكذا كنا نكتبها في الإنشاء، ونعود لنرسم المتحف والمقتنيات، و(الرزيف) العرضة القطرية، والبيئة الصحراوية، ودلة القهوة بتفاصيلها والفنجان.
وإقامة الأعمال الفنية، معارض رسومات الطلبة، ومجسمات تم عملها بغرض التدوير، وأخرى بغرض الإبداع، وبرامج الصباح التي تقدم فقرات متنوعة، من الإبداعية إلى التثقيفية، والأبطال الذين يظهرون في مخيلة الأجيال.
إن الثقافة والفنون من المجالات التي تدعم الإبداع والفكر النقدي، وهو ما يعزز التكيف والمرونة، ويسهم في زيادة الإبداع والابتكار، ووسيلة للتفاعل العالمي، وتحسين مهارات الناس الاجتماعية وتحسين الذكاء العاطفي، وتيسير أهداف التنمية المستدامة من خلال الصناعات الثقافية التي تعتمد على الفرد ومعارفه وإبداعاته، خاصة إذا ارتكزت على إيمان بالهوية الوطنية المحلية وهنا هي القطرية، والعربية والإسلامية.
في الثقافة قيمتك في ذاتك، أنت القيمة والفائض والربح ورأس المال.

@maryamhamadi

** المصدر: جريدة”العرب” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى