نبضات … لا لوم ولا عتاب

هناك عتاب مُوجّه للفنان علي عبدالستار من قِبل عشاقه ومحبيه، والفنان علي يحملُ فوق كاهله تجربة أكثر من نصف قرن، وهو واحد من أبرز الأصوات التي ساهمت في تقديم وتعريف الأغنية القطرية للآخرين، وكان له السبقُ مع زملاء الرحلة: محمد رشيد، المرحوم فرج عبدالكريم، والفنان صقر صالح ولاحقًا ناصر صالح في خوض غمار التجربة من خلال ألحان العبقري الراحل عبدالعزيز ناصر، والمرحوم حسن علي درويش.
وعليٌّ الآن مدرك وواعٍ ماذا يقدم من أغانٍ خفيفة ليقتحم مجالًا آخر، نعم هذه الأغاني قد لا تعيش في الذاكرة، ولا تشكل نقلة نوعية في مساره الإبداعي مثل «يا ناس أحبه» أو «مغربية» وعشرات الألحان» فتاريخ الفنان أكبر من أغنيتين، ولكن العتب هنا عتب المُحب، والبعض قد انتقد هذا الأمر بأن فنان العرب محمد عبده عبر سنوات عطائه، كثيرًا ما انطلق إلى الأمام، وعلى الفنان علي عبدالستار أن يبحث الآن عن مُفردات وألحان تؤكد ريادته للأغنية القطرية خاصة في ظل وجود كوكبة من نجوم الأغنية القطرية أبرزهم النجم المُتميز فهد الكبيسي، عيسى الكبيسي، منصور المهندي. نعم كلهم شركاء في رسم ملامح طريق الأغنية القطرية، أعرف أن هناك من يقول إن الأغنيتين استراحة محارب، فالموسيقار فريد الأطرش -في آخر أيامه- غنى عددًا من الأغاني الخفيفة مثل «سنة وسنتين يانور العين» وهذه الأغنية لا تقارن بالروائع مثل: الربيع، وأول همسة، وغيرها، ومع ذلك فلا يمكن أن يلغي هذا تاريخ الفنان.
في جلسة نقاشية في نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي أبدى الأستاذ محمد سعيد آل عبدالله رأيه في الموضوع قائلًا: هل الفنان مثلًا في هذا العمر يحتاج إلى الشهرة؟ نعم هو يقول: إن عدد المشاهدين بالملايين وأنا كنت أتمنى أن يحصد مشاهدات الأمة من المغرب إلى المشرق، إذا غنى الآن عن صمود أهل غزة ومقاومة أهل غزة، لأن هذا هو الخلود والعزة والفخار للفنان بدلًا من -مثلًا- اللي يردد: ياحتة عسلية.. طيب ثم ماذا؟ أو الأغنية الأخرى «يا مقطقطة.. ياقطة» .
أنا أرى أن الفنان أكبر من هذه الكلمات والمفردات بكثير، وأتمنى أن يعود كما كان، واحدًا من مطربي قطر الذين ساهموا في نشر الأغنية القطرية، وأردف بوجاسم قائلًا: لا أعتقد أن مثل هذه الأغاني سيضيفُ إلى رصيده رصيدًا، نحن كلنا نحب بونايف ولذلك نطالبه بالعودة إلى «يا ناس أحبه» مرة أخرى.

hrasheed@a

** المصدر: جريدة”الراية” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى