المرأة أساس المجتمعات

من أهم الأحداث الثقافية التي تربعت على قوائم الأخبار الأسبوع الماضي، خبر الاعلان عن مركز المُجادِلة، الذي أعلنت عنه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وهي والدة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وهي التي قدمت نموذجا للمرأة القطرية لتنطلق في العصر الحديث في تاريخ دولة قطر، ومن خلال هذا المركز الثقافي الديني والحضاري، رؤية للتأكيد على دور المرأة في إحداث التغيرات الإيجابية في المجتمعات، بداية من المجادِلة، وهي الصحابية خولة بنت ثعلبة، التي أصرت على المحافظة على بيتها وأسرتها، وسُميّت السُّورةُ في القرآن بها «سُورة المُجَادلة»؛ لِأَنَّها اِبتدأْت بِقضِيَتها، فكانت نموذجا للمرأة الجندي التي تجادل باحترام قيم الحق والمروءة، ومن أجمل ما جاء في هذه القصة التي أوجزها لكم، وسُميّت السُّورةُ «سُورة المُجَادلة»؛ لِأَنَّها اِبتدأْت بِقضِيَّة مُجادلة امْرَأَةِ أَوْسِ بْنِ الصَّامت لما ظاهر منها زوجها، وجاءت النبي فأجابها بأنَّها قد حرمت على زوجها، ويروى أنها قالت: «ظاهر منِّي زَوجي أوسُ بنُ الصَّامتِ فَجِئْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أشكو إِليهِ، ورسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يجادِلُني فيهِ، ويقولُ اتَّقي اللَّهَ فإنَّهُ ابنُ عمِّكِ فما بَرِحْتُ حتَّى نزلَ القرآنُ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا إلى الفَرضِ فقالَ يُعتِقُ رقَبةً قالَت لا يَجِدُ، قالَ فيَصومُ شَهْرينِ مُتَتابِعَينِ قالَتْ يا رسولَ اللَّهِ إنَّهُ شيخٌ كبيرٌ ما بهِ مِن صيامٍ، قالَ فَليُطعِمْ ستِّينَ مِسكينًا قالَتْ ما عندَهُ مِن شيءٍ يتَصدَّقُ بهِ، قالَت فأُتِيَ ساعتَئذٍ بعَرَقٍ من تَمرٍ قُلتُ يا رسولَ اللَّهِ فإنِّي أعينُهُ بِعَرَقٍ آخرَ قالَ قد أحسَنتِ اذهَبي فأطعِمي بِها عنهُ ستِّينَ مسكينًا وارجِعي إلى ابنِ عمِّكِ قالَ والعَرَقُ ستُّونَ صاعًا.» فجادلت وعندما وجدت الحل أعانته عليه.
يسجل التاريخ الإسلامي أسماء لكثيرات كانت لهن صوت وكلمة وسمع وطاعة، لأهدافهن النبيلة في حماية المجتمعات، كون المرأة هي المكون الأساسي لنجاح المجتمعات، ويزخر تاريخ دولة قطر بأسماء نساء مميزات كان لهن دور كبير في حياة أسرتها أو أتسع لمجتمعها.
من خلال هذا المقال هذه دعوة لنعرف بسيدات قطريات قبل هذا العصر الحديث الذي نعيشه، قد تكون والدتك أو أختك أو إحدى السيدات في الفريج عرف اسمها لأفعالها وتربية أفراد من أسرتها أو غيرهم فصنعت فرقاً، تستحق التقدير، معاً يمكن أن نقدم قدوات تستحق أن تخلد في التاريخ.

@maryamhamadi

** المصدر: جريدة”العرب” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى