ندوة حول (العرب والغرب ما بعد حرب غزة) ضمن موسم الندوات لوزارة الثقافة

الدوحة – قنا

أقيمت اليوم، ندوة بعنوان /العرب والغرب ما بعد حرب غزة/، بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ضمن فعاليات النسخة الثالثة من موسم الندوات لوزارة الثقافة.

حضر الندوة سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وعدد من المسؤولين في الوزارة والمركز، وجمع من الأكاديميين والمثقفين.

وشارك في الندوة كل من الدكتور عبدالوهاب الأفندي رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، والدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، والدكتور باسم الطويسي رئيس برنامج دراسات الإعلام في معهد الدوحة للدراسات، والدكتورة عائشة البصري الباحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والدبلوماسية السابقة في منظمة الأمم المتحدة.

وتحدث في بداية الندوة الدكتور عبدالوهاب الأفندي عن الحرب على غزة وأسبابها، التي أرجعها إلى عدم وجود كتلة عربية موحدة تقف أمام “حرب الإبادة” التي يشنها الكيان الإسرائيلي، وغياب الصوت العربي الموحد وكذلك الانقسام الفلسطيني، إلى جانب الدعم الغربي المستمر للكيان الإسرائيلي في هذه الحرب.

وأشار إلى أن الغرب قد كشف عن نفسه، وعن مبادئه وتعاطيه غير العادل مع القضايا العربية أو الإسلامية، داعيا إلى ضرورة الابتعاد عن انتقاد الغرب والتركيز على تغيير الوضع العربي الراهن ليكون قادرا على الصمود والمواجهة.

ومن جهته قال الدكتور محمد المسفر في مداخلته إن القضية الفلسطينية بعد مرور خمسة شهور على الحرب على قطاع غزة، أضحت قضية العالم بامتياز وغطت على كل الحروب والأزمات الدائرة في العالم، وذلك بفضل المقاومة الباسلة في غزة، منوها بموقف دولة قطر ودعمها المتواصل للقضية الفلسطينية.

وتطرق إلى التعاطف الذي ناله الكيان الإسرائيلي عقب أحداث السابع من أكتوبر، والأكاذيب التي روج لها الكيان، مؤكدا أن الوضع تغير حاليا، وأن هناك تغيرا في الخطاب السياسي لكثير من قادة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لصالح القضية الفلسطينية والدعوة إلى إنهاء الحرب في غزة ورفع الحصار عنها.

وفي مداخلته التي جاءت تحت عنوان /الغرب والعرب بعد حرب غزة 2023 – 2024: العلاقات من منظور ثقافي/ تحدث الدكتور باسم الطويسي بالتفصيل عن الاستهداف الممنهج من جانب الاحتلال الإسرائيلي للثقافة في قطاع غزة وتعمد تدمير كافة الممتلكات الثقافية من مواقع تراثية ومكتبات ومتاحف ومؤسسات تعليمية عن عمد، قائلا إن الاحتلال دمر 9 مواقع أثرية، و195 مبنى تاريخيا، و12 متحفا و24 مركزا ثقافيا، إلى جانب الكليات الجامعية في غزة التي تعرضت لتدمير كلي أو جزئي، فضلا عن استهداف المثقفين والأكاديميين بالقتل ما يظهر أنها حرب إبادة للثقافة الفلسطينية كما أنها حرب إبادة للشعب.

كما انتقد الطويسي الآلة الإعلامية والدعائية بأبعادها الإسرائيلية والغربية، قائلا إن معظم الدول الغربية عمدت إلى تسخير قواها الصلبة والناعمة لدعم الرواية الإسرائيلية المضللة، ومؤكدا أن هناك نخبا سياسية وثقافية وأكاديمية غربية اعترفت في الوقت ذاته بحقيقة أن الحرب الإسرائيلية على غزة تهدد فعليا القوة الأخلاقية والمعيارية للغرب.

واختتم حديثه قائلا إن هناك صدعا يلوح في الأفق بين الغرب والعالم العربي والإسلامي، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود خطاب إعلامي رقمي من الشباب يدعو إلى الانتصار للقيم الإنسانية.

ومن جهتها قدمت الدكتورة عائشة البصري مداخلة تحت عنوان /غزة في زمن الوحوش/ أكدت فيها أن طبيعة النظام الدولي تظهر الهيمنة الغربية منذ ما يناهز خمسة قرون ليس فقط في قوة السلاح وإنما بفعل الثورات الفكرية والعلمية والصناعية والأيديولوجيات المتجددة، مؤكدة أن الحرب على غزة أظهرت افتقاد العالم إلى نظام دولي قائم على القانون، وهو ما يتضح من انتهاك الكيان الإسرائيلي لكل الأعراف والقيم والمواثيق الدولية ودعم الحكومات الغربية له، الأمر الذي يعمق ما أسماه الفيلسوف الفرنسي إيمانويا تود، بـ”العزلة الأيديولوجية للغرب”.

وأكدت أنه على الرغم من قتامة صورة المشهد العالمي فإن هناك مؤشرات تدل على أن الأمل ما زال قائما في التغيير، تجسده الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد الكيان الإسرائيلي بتهمة الإبادة الجماعية ووقوف ما يزيد على 40 دولة أمام محكمة العدل الدولية مطالبة بوقف الاحتلال الإسرائيلي وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وهو أمل يبعثه زخم التضامن مع صمود الفلسطينيين في وجه الاحتلال.

جدير بالذكر أن موسم الندوات يتضمن هذا العام برنامجا يتنوع ما بين الندوات والأمسيات الشعرية والمحاضرات، يثري الحوار بين المفكرين والمثقفين حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية الراهنة حيث يجسد موسم الندوات رؤية وزارة الثقافة الهادفة إلى تعزيز الهوية الثقافية والفكرية لأبناء الوطن، ودعم المشهد الثقافي المحلي، من خلال مد جسور التواصل بين المثقفين والمفكرين، وما ينتج عن هذا التواصل المثمر من أطروحات وأفكار ومبادرات قيمة تسهم في دعم مسيرة التنمية، وإيجاد حلول لقضايا المجتمع.

وتقام غدا الجمعة ضمن موسم الندوات جلسة حوارية قطرية عامة يشارك فيها ثلة من المثقفين والمفكرين والمبدعين، لمناقشة موضوع المتغيرات الثقافية في المجتمع القطري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى