عادات وتقاليد وتقاليع

العادات والتقاليد كلمتان مختلفتان في المعنى على الرغم من التشابه في الاستخدام، فمن أهم أركان الثقافة، حيث العادات والتقاليد والأعراف، وتنقل خصائص كل مجتمع وكل شعب، فتشكل ثقافة المجتمع هويته وخصوصيته. ومع الوقت زاد على التقاليد، ( التقاليع) وفي لسان العرب: القلعُ: انْتِزاعُ الشيء من أَصله، قَلَعَه يَقْلَعه قَلْعا وقَلَّعَه واقْتَلَعَه وانْقَلَعَ واقْتَلَع.

ولعل سياق الحديث عن التقاليد والتقاليع هو أمر حيوي يجب مناقشته لتحسين الممارسات السيئة في مجتمع من أجل تحسينها، التقاليد هي الطريقة التي يتصرف بها أفراد المجتمع والأسرة والمجتمع ككل، مثل ما يتناقله الناس من ممارسات مع أمر معين على سبيل المثال الاحتفال في الأعياد، ( الفوالة ) و( اليمعة ) و( غدا العيد) وكيف تتم تفاصيل هذه الممارسات، ويسمى تقليدا لينتقل من جيل إلى جيل وتتوارثه الأجيال المتعاقبة. لذا تتحول بعض العادات الدينية أو الاجتماعية لجزء من التقاليد مع مرور الوقت تتناقلها الأجيال. فالعادات هي ممارسات مقبولة من المجتمع، وهناك اختلاف بين العادات والتقاليد، فالعادة هي طريقة مقبولة للتصرف والتفاعل في منطقة أو مجتمع أو مكان أو وقت محدد جدًا. في حين أن التقليد أطول عمرا وينتقل بين الأجيال. وجميع التقاليد تعد جميعها عادات، إلا أن العادات ليست جميعها تقاليد.

أما العرف فمجموعة القواعد التي تنشأ عن اعتياد الناس على اتباع سنة معينة، في مسألة محددة، فترة من الزمن، مع شعورهم بإلزامها. أما السم المدسوس في العسل هي التقاليع التي يبدأها البعض لتدمر جمال العادات والتقاليد، وتأتي بالكثير من الممارسات التي تتعارض مع القيم الرشيدة، وهذا يتطلب من الفرد كونه مسؤولا والمجتمع كونه مستقبلا ومصدرا للتقاليد والتقاليع أيضا، لغربلة الممارسات والوقوف على الصحيح منها وتصحيح الخطأ، حتى لا نبدأ بحق يوصل لباطل، ولعلنا شاهدنا مؤخرا تحول بعض العادات والتقاليد القيمة في شهر رمضان الشهر الفضيل، لممارسات لا تليق باحترام شهر العبادة، وهذا يستدعي الوقوف لمثل هذه العادات السلبية المستجدة حتى لا تتحول هذه التقاليع لتقاليد يورثها أبناء المجتمع، وللأسف ليس من بينها ما يصنع مجتمعات أفضل بل كلها تحول الفرد لشخص استهلاكي، يتبع القشور، وبالرغم من أنني أميل لاستخدام عبارات إيجابية إلا أن هذا الموضوع، يحتاج تسمية الأسماء باسمائها حتى لا نسهل على بعضنا الأخطاء. شهر رمضان شهر فضيل وشهر عبادة ولا علاقة له بالتقاليع التي تضاف بحجج الابداع، فعلينا سن سنن حسنة لتكون تقاليد لمجتمع أكثر استدامة وأقل استهلاكا وأكثر انتاجا.

@maryamhamadi

** المصدر: جريدة”العرب” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى