‘مكران والسندباد’ .. احتيال يؤدي إلى سوء العاقبة

( الجسرة )

*يوسف الحربي

أكد المسرحي مسبح المسبح أن ما يعيب عرض “مكران والسندباد” لفرقة مواهب التردد في الأداء من قبل بعض الشخصيات التي تحتاج إلى توجيه وممارسة للفعل المسرحي، مشيدا بسيطرة المخرج على النص بشكل مدروس إعدادا وإخراجا وأداء واستطاع أن يطوع الطاقم المسرحي لصالح العرض.

مضيفا المسبح أن من ايجابيات العرض قلة الفواصل والإظلام بين فصول المسرحية بحيث كان العرض على نسق واحد وايقاع متزن عدا بعض المشاهد، وذلك بسبب قلة الخبرة عند الشخصيات، بالإضافة إلى أن الديكور الذي تم توظيفه بشكل جميل ومقنع خدم العرض.

جاء ذلك بعد عرض المسرحية التي أخرجها ماهر الغانم وألفها الدكتور علي العاقول، مساء الخميس، ضمن فعاليات مهرجان مسرح الطفل الرابع الذي تنظمه وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون في اطار اكتشاف المواهب المسرحية، والمساهمة في تنشيط الحركة المسرحية وتطويرها في حياة الطفل المسرحي.

فكرة المسرحية “مكران يسيطر على قرية مسالمة بواسطة عصا سحرية؛ ويسحر أهلها الطيبين فيصبحون رهن أشارته، ويظهر سندباد البطل ويحاول تخليص القرية من سحر مكران وينجح. وعنوان المسرحية يبدو مبنيًّا على التضاد، فما إن يسمعه الطفل حتى يتبادر إلى ذهنه بأنه سيشاهد صراعا بين الخير في شخصية السندباد والشر في شخصية مكران، وأعتقد بأن الاسم موفق لما حمله من تضاد.”

ويوضح الكاتب علي ال حمادة “أنه لم يتمكن فعليًّا من تحديد الفئة المستهدفة من الأطفال فنجد الحركات الاستعراضية التي تتوجه إلى الأعمار من 3 – 6 سنوات، بينما نجد الحيوانات التي تتحدث وتحاور الإنسان مما تنم عن التوجّه لمرحلة الخيال المنطلق وهي من 6 – 9 سنوات، لكننا في الوقت نفسه نجد الصراع بين الخير والشر بشكل يوحي بالتوجه لمرحلة البطولة من 9 – 12 سنوات. فجاء العمل خليطا بين هذه الفئات مما حدا بالأطفال في المسرح إلى الاهتمام بجانب وإغفال جانب آخر حتى يأتي دورهم للتفاعل مرة أخرى مع الحدث، بمعنى أن هذا الخلط قد خلق حالة من التباين في انجذاب الأطفال للعمل.

أما الرسالة فكانت واضحة بأن الاحتيال يؤدي إلى سوء العاقبة، وهو فعلا ما سار عليه خط المسرحية، بدءًا من سيطرة مكران على القرية حتى انقلاب السحر على الساحر، وتحويله إلى فأر يلاحقه مساعده قروش الذي سُحر إلى قط في مشهد جميل وعميق.

ويضيف ال حماده لفت الانتباه نقطة مهمة تتعلق بالأحداث بما أن حكيم القرية “مرجان” لديه القرآن الكريم” لم لم يستخدمه لفك سحر حاكم القرية؟”.

وتساؤل آخر: “كيف استطاع قروش أن يشم الدم بدون وجود جرح في جسم سندباد؟”.

“ولمَ لم يعط الحكيم مرجان التفاحة لسندباد وشيبوب أمام الأطفال؟ فالتفاحة شيء ملموس وأكثر إقناعا للطفل للتنفس تحت الماء؟”.

وعلى مستوى الحوارات، فإنها كانت تدفع بلا شك القصة للأمام وتؤزم الصراع، لكنها لم تقدم أية معلومات تذكر قد تضاف لحصيلة الطفل، كما كان بعضها طويلا ومغرقا في العامية وهذا لا يفضل في مسرح الطفل الذي يعنى بإثراء الجانب اللغوي لدى الطفل كتلك التي بدت في بعض الكلمات المستخدمة وبها لحن جميل مثل “أزهار وأبرار – مكران ومرجان – آكل وأركل”. كما كان هناك بعض الحوارات والإيماءات غير الجيدة للطفل فعقلية الطفل جاهزة للتأثر والتخزين.

وعن الأداء أوضح ال حماده هناك تنوع وتباين، حيث بدا أداء البعض جيدا، بينما هناك هبوط في أداء بعض الممثلين فقد لوحظ الارتباك في شخصيتي سندباد وهندباد، لكنهما يشكران على مشاركتهما حيث هي المرة الأولى ربما لهما على خشبة المسرح، وكان هناك على الفور من ينقذ الموقف في حالة الهبوط، فالمخرج والممثل ماهر الغانم ومن معه من كتيبة لها خبرتها في المسرح أبت أن يهبط الإيقاع إلا في مناطق محدودة لكنها كانت واضحة ومربكة في بعض الأحيان.

كما ذهبت معظم الشخصيات إلى الإيفهات التي لا يحتملها مسرح الطفل، فكان العرض مغرقا بها، ولو اكتفى المخرج بروح الفكاهة المتوازنة لكفى.

وهناك شيء لا بد من تركيز الضوء عليه لأهميته، وهو أن البطل سندباد الذي لم يبرز كبطل حقيقي لكنه أيضا لم يصدر منه الخطأ، بل كانت شخصية مثالية تمثل الحب والسلام، وهنا أشيد بالمخرج حيث إنه كان واعيا من حيث اختيار الممثل من ناحية الشكل والجسم والسلوك وأسند الفكاهة والخطأ إلى صاحبه شيبوب الذي كان مميزا لولا اتجاهه دوما لاستخدام الإيفيهات بشكل فج، منوها أن الديكور موفقًا متناسبًا مع القصة، وكان عالم البحر رائعا وجميلا لكننا لم نسمع أي شيء يدل بأننا في عمق البحر من مؤثرات صوتية.

المصدر: ميدل ايست اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى