رسالة ٢: ضاق خلقي يا صبي .. ل “ليلى حديدون”

-ليلى حديدون-  خاص (الجسرة)

عزيزي ص
كن واثقًا مما أخبرك به، لا أجني شيئًا من الكذب عليك، وكذلك لن أحصل عن شيء إن أخبرتك الحقيقة، أتحدثُ إليك بلا أهداف ولا مواربات، لا غاية لي سوى الصدق الذي طالما أمنتُ بآنه المأثرة الاولى.. أنا مثلك مثل جميع الناس أمقتُ الحقائق لكني أحاول الخضوع لمرارها والصبر على لسعاتها وقبولها وسأخالف نصيحة نيتشة التي حفظناها عن ظهر قلب “لا تحرموا الإنسان من الكذب، لا تحرموه من تخيلاته، لا تدمروا خرافاته، لا تخبروه الحقيقة، لأنه لن يتمكن من العيش من خلال الحقيقة!”
ولأكون منصفة سأضيف عبارة الحقيقة من زاويتي أو كما أراها كي لا تستشيط غضبًا كعادتك..

أنا لم أحاول أبدًا أن أوقعك في شباكي كما تدعي، أعتقد بأن هذه الطريقة مملة وقديمة، أن أخطط وأنصب الفخاخ للحصول عليك ؟ ما حاجتي بك؟ أنا أؤمن بأن الطريق المستقيم هو أقصر الطرق، ولا أتعذرُ عن مكاشفة رجل بالحب منذ الخفقة الاولى..
كنا زملاء في مكتب رسم هندسي، وكنتُ آراك زميلا وسيمًا ولطيفًا ومهذبًا، ولكن هذا لايعني أبدًا أي شيء على الاطلاق، أعترف لك بأن ارتباكك امامي كان يثير في نفسي الضحك ويشي لي بضعفك، الضعف الذي لا أحبه في الرجل!
أتذكر حين أخبرتك مرة بأن الصداقة امرأة على مشارف التسعين والحب شاب قُتل في حادث سير مروع، أتذكر؟
الزمالة التي نمت بينا كنت أرغب بأن تقف على حدود الصداقة الحقة ” إلا ان الشرقي لايرضى إلا بأدوار البطولة ”
فكنت كمن يقود سيارته بتهور في ليل بهيم، بالأحرى كنت بهيمًا ولن اعتذر لك.
من المغري في الطبيعة البشرية أننا حين نتأذى بسبب الاخرين ندعي بأن هذا الأذى كان عن قصد. فجملة” أنا أحبك ومتورط” تقابلها جملة مريحة أكثر: “أنت تقصدت أن أحبك كي تورطيني” !

يتبع…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى