-عبدالغفار العوضى- يكتب عن هشاشة الحزن

-عبدالغفار العوضى-

 

 

تمر شجرة ثقيلة محملة بالموتى أمامى،

ليس لى فيها سوى جذر مقطوع،

وأنا أراقبها مدهوشا

حتى تذوب فى الغابة البعيدة..

 

تمر الشوارع بكل امتداداتها وأسرارها الخفية،

خالية من ظلالى

أنا القدم التى لم تترك أثرا سوى الانتظار..

 

تمر مدينة هائلة تشبه معدة جائعة وأنا محض خبز فاسد

تمر صحراوات وجغرافيات حضارية وهوامش

تمر السنوات كذبابة كشفت لتوها مقبرة جماعية

 

فى كثافة العالم تبدو الذات خفيفة كإسفنجة تطفو

لا أسمع بكاء جدران خلت من أصحابها

لأنى بلا قدرة على استيعاب تلك الهشاشة النقية للحزن

 

تلك الشروخ المتروكة على عظمة فتاة

انكسرت داخل حلمها،

فتاة تخاف من شهوتها،

اختبأت داخل غرفة عريها الكلى

وظلت تنتظر عودة جسدها من الخارج..

 

لا أفهم مسارات الطيور

لأنى لا أدرك سوى متاهتى الصغيرة

لا أتقن الموت فى كابوسية الحرب

لأنى جسد قليل لا يدرك اتساع هذا الخراب..

أنا ضعيف مثل ناى لا يملك سوى كنايته على الفقد

أنا دمعة نقية ترسبت فى قاع القلب

بسيط كسمكة داخل سرب يوشك على الخضوع لفخ عشوائى

قليل بالكاد أكفى جوع هذا الخوف الذى يأكلنى

سريع فى العبور من نسيج الحياة كإبرة من الندم

خفيف من الحب مثل قافلة خيمت داخل فكرتها المجردة عن الصحراء

ولم تصل أبدا ..

 

؛

خائف مثل غصن يرتجف من هجوم الجراد

وحيد ..

كمتاهة تعبت من فك هويتها المغلقة

 

حيّ كذكرى عجوز قديمة

توشك على النسيان!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى