أغصان واهية .. ل -لبنى دهيسات-

-لبنى دهيسات-

 

عندما يبحث غصنٌ عن ذراع تُمسكه وهو يدرك أن ذرائع الأشجار واهية حيث لم تصرخ في وجه الحطاب أن يتوقف عند حد ما لحظة رأت فأسه وأخذ يذرع الغابة كلها كي يقطع هنا وهناك..

هناك دائما حدٌ يقطع بين الفعل والرغبة وحقيقة “لا” التي أغفلها الأجداد عندما ظلوا طائعين يرددون نعم لكل أمر حتى تشكلت قناعاتٌ وعادات وتقاليد باسم نعم وشرائعها وسمائها التي لا تقبل لا ..

أن تقف بكل شجاعة وتفتح عينيك لترى أن خطواتك كانت فوق رمل ، أنت تدرك أن أثراً ما طُبعَ فوقها، وأن يداً ما سوف تمحي كل ذلك ..

الريحُ التي تهبُ على عجل والعصا التي استفاقت على أنها جذع شجرة أو غصنها ظلت تقفز من مكانٍ لآخر باحثةً عنها تترك نُدباً بالرمل غائرة وحتى أعتى الرياح لا تستطيع أن تخفيها، وبعدما ملت وجدها الحطاب الذي تخلى عن فأسه بعدما حُرقت الغابة الوحيدةُ وأخذها كي يهشَ بها على خيباته وبضع لُقمٍ يتلقفها آخر نهار طويل، ثم يركنها خلف بابٍ خشبي يوشوش لها أن الساقَ التي أخذَ منها يفوقُها مرتبةً ونوعاً..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى