فدوى الزياني: لا شيء بوسعي فعله

-فدوى الزياني-

 

ماذا تفعل الوحدة بامرأة تتكئ الآنَ واهيةً

على شجرة تعبها

ماذا تفعل بحبٍ مخبأ كطفل لقيط

نسيه الموت في صرة خَلف ضلعها الأيسر؟

لا شيء بوسعِي فعله

في الليالي الكئيبة لا شيء بوسعي فعله

سِوى أكل هذه الكتب بأصابعهَا الماجِنة التي

تُثير الرغبة في كلّ شيء..

 

لكنّ النساء الرقيقات لا يتحدثنَ عن الرغبة

طيبَات يقتَفين أثر الروايَات من حبلها السريّ

حتى سُرّة الحب والوجَع

يسرِقن القبل  من شفاهِ أبطال الأفلام الكلاسيكيّة

يمررن قوسَ الكلمات المهذّبة على خصر الكمنجَات

يغالبنَ وجع الحنين بالقصائد والمهدّئات

و حتى لا يسقطن في غوايَة الفراغ

يمضين إلى دوّامة الأغنيات في رقصات صوفيّة

يرفعنَ الصّوت

ويطفئن صرير الوحدَة بالصّخَب..

 

أنا أيضا امرأةٌ رقيقَةٌ

أنهكها الليل والأرَق

كُلّ صباح حين أستيقِظ متاخّرة

أجد الكتب بعيُون فضولية تلتَف حولي

ومثلَ جِراء صغيرة تلعقُ وجهي

وجهِي الذي أصبح مجعداً كالورَق..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى