دعم القراءة

لا يختلف اثنان على أهمية القراءة بالنسبة للمجتمعات، وأنها إحدى وسائل تحقيق نهضتها وتطورها المنشود، فمن خلالها تنتشر المعرفة، ويتعمق الوعي بين أفراد المجتمعات.
ولسنا في سياق الاستفاضة عند تعريف القراءة، وإبراز أهميتها، والوقوف على الأطر الداعمة لها، بقدر وقوفنا على الجانب العملي لأوضاع القراءة في المشهد المحلي، إذ إنه بنظرة على واقعه الثقافي، تبدو الوسائل المعينة على إثراء هذا المشهد، والحث على القراءة ودعمها بين أفراد المجتمع جلية للناظرين.
وهنا، تبدو الإشارة إلى تلك الجهود التي تقوم بها المؤسسات الثقافية المعنية، وما تضخه من روافد ومنافذ ومنصات، وفي مقدمتها معرض الدوحة الدولي للكتاب، والمعارض الأخرى التي تسبقه أو تستتبعه، وتُعنى بالترويج للكتاب ومن ثم دعم القراءة في المجتمع.
وفي هذا السياق، تبدو بالمشهد الثقافي العديد من المبادرات التي تجعلنا أمام أكثر من وسيلة لدعم القراءة في المجتمع، لم تتوقف عند معرض الدوحة للكتاب وفقط، بل تجاوزتها إلى معرض رمضان للكتاب، والذي أقيمت نسختان منه إلى الآن، علاوة على معرض جامعة قطر للكتاب، والذي ستقام نسخته الثانية بعد أيام قليلة، ليضاف كل ذلك إلى حالة الحراك الثقافي الذي يحياه المشهد، وتقوم تجاهه دور النشر القطرية بدور بارز في ظل إثرائها لحركة النشر والتأليف، ما يثري بدوره حالة القراءة في المجتمع.
ولا يفوتنا في هذا الإطار، الدور الذي تقوم به المدارس من حين إلى آخر بتنظيم معارض للكتاب، ما يجعلها بذلك توفر الكتاب لطلابها، الأمر الذي يضعنا أمام أشكال عدة لدعم القراءة، تتجاوز النمطية، لتتكامل كل هذه الجهود لتعود بالنفع على أفراد المجتمع، الأمر الذي يمكنهم من اقتناء الكتاب، في ظل إتاحة كافة الوسائل المشجعة لهم والمحفزة على ذلك.
كل هذا الحراك، يضفي على المشهد الثقافي ألقًا، في ظل تنوع معارض الكتاب على مدار العام، وإن تفاوتت طبيعة إقامتها، أو أعداد المشاركين فيها، إلا أن هدفها في نهاية المطاف يبدو جليًّا في توفير الكتاب بمختلف التخصصات إلى الشرائح المختلفة من أفراد المجتمع، ما يضعنا أمام مجتمع واعٍ، يلامس واقعه، وقادر على تحقيق نهضته، ويدرك يقينًا ما قد يواجهه من تحديات.

**المصدر: جريدة”الشرق” 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى