50 عامًا من الاحتفاء بالعلم والبحث والفكر

نور المعرفة في دوحة الكتاب

الدوحة – الجسرة الثقافية

ازدان مركز قطر للمعارض والمؤتمرات في الفترة من 13 -22 يناير الماضي بثمار العقل والاستنارة في الدورة الحادية والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، الذي نظمته وزارة الثقافة مُمثلة في مركز قطر للفعاليات الثقافية والتُراثية، متوجة 50 عامًا من الاحتفاء بالكتاب مصدر المعرفة ومفتاح عوالمها منذ انطلاقته الأولى عام 1972 كأول معرض خليجي ورابع معرض عربي.

معالي رئيس الوزراء وسعادة وزير الثقافة وجولة في الافتتاح

بلغ عدد الدول المشاركة في المعرض 37 دولة، وعدد الناشرين 430 ناشرًا، فيما بلغ عدد التوكيلات 90 توكيلًا.

دور النشر القطرية تتنافس في استقطاب الكُتاب والأدباء والباحثين

واتخذت دور النشر القطرية موقعها في قلب المشهد برصيدها المُتميز من الإصدارات في مختلف ضروب المعرفة، حيث تنافست في استقطاب الكُتاب والأدباء والباحثين، ونشرت كنانتها من المعارف في أجنحة: دار الثقافة، ودار جامعة حمد بن خليفة، ودار كتارا، ودار جامعة قطر للنشر، بالإضافة إلى كلٍ من: دار روزا، ودار زكريت، ودار الوتد، ودار الشرق، دار نبجة، ودار نوى. التي احتفت بكُتابها في حفلات توقيع كُتبهم في أجنحتها وبتنظيم الحوارات حول إنتاجهم في مسارح الحوار وصالونه الثقافي.
وقدمت دور النشر من الخليج والوطن العربي وأوربا وآسيا وأمريكا حصادها من المعرفة، فشهدت أجنحتها إقبالًا على كُتبها في حقل الرواية التي ما تزال تتقدم في سُلم المبيعات والاهتمام.

كوابيس وأحلام

ناشرون وقُراء أشاروا إلى أن هذا الاهتمام ليس مجرد امتداد لما تم التعارف عليه بـ”زمن الرواية” وسطوع نجم الروائيين، بل امتداد لمحاولة البحث عن واقع بديل ووقائع جمالية بديلة في زمن الأزمات والجوائح، وأن الناس قد تشبَّعوا من التحديق في كوابيس الواقع، ولا بأس من الانصراف عن هذه الكوابيس إلى التحديق في فراديس الخيال.

جناح متاحف قطر

ولم تكن الرواية وحدها مركز اهتمام رواد المعرض، فقد أبدى مسؤولو الأجنحة ملاحظتهم حول استعادة كُتب المعرفة النقدية والفلسفة والبحث الفكري وتقاطعاته الاجتماعية والثقافية والسياسية لبريقها عند القراء، مشيرين إلى حرص القُراء بمختلف أجيالهم وطبقاتهم على التعرف على أسباب الأزمات المعاصرة بمختلف ضروبها، بالبحث العميق في طبقات الفكر والمعرفة وثمارها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتصدر الواقع.

تواصل الاهتمام بالرواية بحثًا عن واقع بديل ووقائع جمالية بديلة.

وفي ذات الإطار يلحظ مراقبون الاهتمام الكبير الذي تجده كُتب التاريخ الثقافي والاجتماعي، مما يعكس رغبة عارمة في التعرف على احتمالات المستقبل من خلال التماس المعارف في الجذور والخلفيات.

حوار المعرفة والفن والعالم

من خلال 400 فعالية ثقافية شملت كل ضروب المعرفة والفكر والفنون، شهدت الدورة 31 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب زخمًا ثقافيًا كبيرًا، تجلت من خلاله فنون الحوار الفكري والأدبي والفني والعلمي، وورش القراءة والرسم ورواية القصص، وجماليات المسرح والموسيقى والشعر والتشكيل، في لوحة جمالية وثقافية هائلة على امتداد أيام المعرض.
وفي لفتة حملت دلالات الوفاء للدور التنويري لنادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، الذي بلغ عامه ال60 في خدمة الثقافة والمجتمع في قطر، احتفت وزارة الثقافة بصالون الجسرة الثقافي، ومنحته موقعًا مميزًا في صدارة المعرض، لتدور في منصته على مدار أيام المعرض الحوارات الثقافية والفكرية والفنية، وحفلات تدشين الكتب.

البحث عن تفسير للأزمات المُعاصرة في مراجع الفكر والفلسفة والتاريخ.

وتم خلال أيام المعرض توزيع كتب وإصدارات ومطبوعات النادي مجانًا للزوار ومرتادي ندوات الصالون الثقافي وحفلات تدشين الكتب والحوارات التي أُقيمت حولها، والتي استضاف فيها منبر الصالون عددًا من الأدباء والإعلاميين ناقشوا كُتبهم وتبادلوا وجهات النظر حول واقع الفكر والثقافة وقضايا الإعلام والمجتمع.
وقد عَبَّر مرتادو الصالون وجمهور المعرض عن سعادتهم باقتناء نسخ من كتاب “قضايا فكرية” الفاخر الذي يُوثِّق لحوارات وندوات نادي الجسرة لكبار المفكرين والشعراء والإعلاميين والفنانين منذ ثمانينيات القرن الماضي، إلى جانب أعداد مجلة “الجسرة الثقافية” العريقة، وعددها 59 الذي شهد قفزة نوعية في المحتوى والشكل كان مصدر إعجاب زوار المعرض.

ملهمون

واحتفت وزارة الثقافة برموز الإبداع في قطر من خلال برنامج “ملهمون” على منصة الصالون الثقافي بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة.
تحدث الأديب والدبلوماسي والشاعر د. حسن النعمة عن ملامح من سيرته الإبداعية، ومصادر إلهامه وينابيع شعريته، وتجربته في العمل الدبلوماسي في الهند والأمم المتحدة والمحتوى الثقافي للعمل الدبلوماسي.

د. حسن النعمة ود. ربيعة الكواري خلال جلسة “ملهمون”

واستعرض جانبًا من سيرة الشاعر القطري الرمز ماجد بن صالح الخليفي ورموز شعرية قطرية سامقة.. وتطرق إلى مشاهد التأسيس في الذاكرة الشعرية والإبداعية والمشهد الثقافي المعاصر في قطر، وأطلق نداءً بضرورة توثيق شعر هؤلاء الرموز ودراسته وتحقيقه.واستجاب وزير الثقافة لدعوة د.حسن النعمة ووعد بتولي الوزارة لهذا المشروع.

النعمة والرميحي.. ملهمون في مُضمار الأدب والدبلوماسية والإعلام.

وكَرَّم سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة في الأديب والإعلامي سعد الرميحي، الفائز مؤخرًا بجائزة الثقافة الرياضية العربية للإعلام، والذي استعرض في برنامج “ملهمون”، محطات أساسية من تجربته في الإعلام الرياضي وبصمته في هذا المضمار، من خلال رئاسته لمجلة “الصقر” الشهيرة، التي كانت مصدر إلهام لملايين الشباب العربي ثم إدارته تليفزيون قطر، وبعدها تبوؤه الكثير من المناصب في مرحلة الشباب إلى أن اعتلى مهنة المتاعب مدافعًا عن قيمها وأخلاقياتها ومهنياتها من خلال المركز القطري للصحافة.
كما استضاف الصالون الثقافي للمعرض جلسة موسعة ضمت طيفًا واسعًا من الإعلاميين والناشرين والكُتاب للحديث عن قراءتهم، لتجربة معرض الدوحة الدولي للكتاب وآفاق المستقبل، أكدوا فيها التطور المضطرد لتجربة المعرض وتميز التنظيم والفعاليات، وانسجامه مع التطور والدور المتميز لقطر في المشهد الثقافي والعلمي والنهضوي المعاصر.

مجلة الجسرة الثقافية – العدد 60

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى