الرسائل.. شغف التواصل شجن الحنين

في البدء كان الكلمة، ومع الكلمة وُلد ولع الاتصال بين البشر، وطبقًا لهذا الولع كان لا بد من «رسالة» أو مضمون لكل اتصال بالكلمة، أو بالإشارة حتى!

هي أصل نشأة المجتمعات، وقد استتبع وجود الرسالة وجود الرسول، الذي ينقل عن الخالق ثم الذي ينقل عن شخص بعيد، وتطور سفر الرسالة من الحمام الزاجل إلى بدء إنشاء هيئات البريد في القرن السابع عشر ببريطانيا.

لليوم، لم تزل للرسالة أهميتها في كيان الدولة وعلاقتها بغيرها من الدول، بينما يتزايد اعتماد الأفراد على الرسائل مع تغير الوسائل، حيث صار الفرق بين كتابة الرسالة ووصولها لمسة زر!

لم يغفل الأدب ولم يغفل فن التمثيل عن الرسالة ودورها في بناء الحدث وبناء الشخصيات، ثمة رسالة أو أكثر في العديد من الروايات والأفلام تقوم بدورها في السرد، وهناك روايات التراسل أو الترسل، ليس فيها غير الرسائل، مثل الرواية الأولى لدوستويفسكي، التي هزت روسيا ووضعت كاتبها الشاب في صدارة المشهد الأدبي الروسي. لا نقرأ في «الفقراء» جملة واحدة خارج مراسلات بطلها وبطلتها الفقيرين ماكار ديفوشكين وفار فارا دوبروسيلوفا، لكنها تكشف صورة كاملة للمجتمع الروسي.

نحاول في هذا الملف تقديم ما تستطيعه القدرة المحدودة والصفحات المحدودة من جوانب موضوع شاسع، يجمع مجالات: المعرفة، الدبلوماسية، الحرب، والحب.

ملف عن شغف التواصل وشجن الحنين.

(مقدمة ملف الرسائل) العدد 60 – الجسرة الثقافية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى